شهر ربيع الأول___فيه ذكرى مولد النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم
شهرُ الربيعُ أهلَّ باليمن الَّذي___جعل الشِّتاءَ لعطره يتملَّقُ
زخَّاتُ خيرٍ مُذْ أهلَّ بأرضنا___تهمي بخيرات الموالد تطرقُ
إنَ اليتامى والأراملَ بشرها___من خير مولد حِبِّنا إذ تُرزقُ
في كلِّ عامٍ يحتفي أهلُ التُّقى___والخيرُ يَعمُرُ مسجداً ويفرَّقُ
طعمُ الحياةِ بحلوها وبمرِّها___يصبح شهيَّاً والمودَّةُ تعبُقُ
حفلٌ وإنشادُ الصِّغارِ بمولدٍ___يُرضي كباراً خيرُهم يتألَّقُ
ميلادُ خيرٍ قد أثارَ مكارِمَاً___جاد الفقيرُ بخير مَنْ يتصدَّقُ
فالحبُّ في الأكوان ينشُرُ عطرَهُ___تصبو الخلائقُ للَّذي يتعشّقُ
حُبِّي لأحمدَ إذ يهلُّ بمولدٍ___شوقاً لكلِّ مكارمٍ أتحرَّقُ
أخلاقُه تعلو وليسَ كمثله___في الوصف إذ قالَ العزيزُ فيصدقُ
هو قمَّةٌ لا قمَّةٌ أعلى وما ___في الخلقِ من يعلو عليه ويسبقُ
هو رمزُ عِزَّةِ أُمَّةٍ وبمجدها___قامت به دولٌ ودانَ المنطقُ
جمع البلاغةَ والفصاحةَ والنُّهى___إنَّ الحديثَ بملءِ فيهِ يُفرِّقُ
بالحقِّ يقهرُ باطلاً ويُزِيلُهُ ___لو جاد بالشِّعر الأولى وتعمَّقوا
بجوامع الكَلِم الَّتي أدلى بها___من غيرِ إخلالٍ بها يتأنَّقُ
آياتُ قرآنٍ تَحدَّت من له___كلُّ البلاغة من جمالٍ يُصعَقُ
شهدت بحورُ الشِّعرِأنَّك كاملٌ___هذي القصائدُ من جَمالِكَ تَشْهَقُ
كالبدرِ يَخْطُرُ في الظَّلامِ بنورِه___والشِّمسُ في وجه الحبيبِ ستشرقُ
قد زاده المولى جمالاً والَّذي ___يحمي خصالَ الخير منها يُعشَقُ
إنَّ الَّذي وهبَ الجمالَ علا به___فوق السَّحابِ وفي السَّماءِ سيبرُقُ
أسرى به جبريلُ حتَّى مقدسٍ___وإلى السَّماءِ عروجُهُ ، من يلحقُ؟!
يُصغي إلى المولى بأمرٍ لم يصل ___في قربه مَلَكٌ كريمٌ يصدقُ
بالحبّ يجمع ُ آلَهُ وصحابةً ___يفديه كلُّ مُقَرَّبٍ لا يُرهَقُ
هذي الخلالُ الخُضرُ في أكنافِهِ___تَهدِي الَّذين بِجَهْلِهم يتفرَّقوا
كانت جهالةُ قومِهِم إرثٌ وما___خارت عزائمُهم لشرٍّ يحدقُ
كرمٌ أصيلٌ في العروق إذا بدا___ضَعفُ النَّوالِ من الكرامِ فيسبقُ
والغدر قد يرضيه لؤْمٌ للَّذي___في الجاهليَّةِ إن طغى يتحذلقُ
قتلُ الحبيبِ تَخَلُّصٌ من فُرقةٍ___للأهل من يُهدى بِهِ قَدْ يَلْحَقُ
أصنامُهُم كَسْبٌ لِحُجَّاجٍ وَمَنْ ___مِنْ كُلِّ أصقاع الجزيرةِ يُشرِقُ
زعماؤهم أذكَوانُفُوسَاً بالهوى___عصبيَّةٌ قبليَّةٌ قد تعلقُ
هذا الَّذي ما خان يوماً عهدَهُم ___هذا الأمينُ وكلُّهم يتمزَّقُ
ما باله أضحى وبالاً واكتوى___منه الزَّعيمُ وكُلَّ بابٍ يُغلِقُ
هدمُ المناصِبِ من علوٍّ جائرٌ___هل كان يُرضِي مَنْ لَهَا يَتَسَلّقُ
حزبٌ وللشَّيطانِ رأيٌ قاتلٌ___فُتِحَت له الأبوابُ ، خيرٌ يَصْفِقُ
كانت رعايةُ خالقٍ لِحَبِيبِنا___فَشَلتْ مؤامرةٌ ونام المُشفقُ
للحقِّ أصحابٌ وأعداءٌ بهم___كان الزّمانُ بِجُلِّهم يتشدَّقُ
خاضَ الحروبَ نبِيُّنا في عِزَّةٍ___لله قد أرضى بقلبٍ يَخْفِقُ
كان الجوادُ بكلّ معركةٍ إذا___حاز الغنائم للصِّحابِ يُفرِّقُ
يتألَّفُ القلبَ الشَّرودَ بجوده___للّه ما أعطى وكان المُشْفِقُ
ويهشُّ للأرحامِ ، جاءت أُختُه___في الحرب ..للشَّيماءَ إذ يتحقَّقُ
يُجزي العطاءَ لها ويُكرِمُ أهلها___ويعينُ بالخيراتِ من يتَحَلَّقُ
أنعم وأكرم بالنَّبيِّ وآله___كان الوصالُ بدينه يتَعلقُ
والعفو من شيمِ الكريمِ إذاجرى ___نصرٌ من المولى يُعِزُّ ويوثِقُ
ذاق المرارةَ والجوى من أهلِهِ___لكنَّه كالبحر حِلماً يُغرِقُ
إنَّ الوفاءَ جرى بشريانِ الَّذي___لم ينس فضلاً للحليلةِ يسبقُ
فالنَّصرُ لم يُنسِ الَّتي منحت له___قلباً كريماً بالمحبَّةِ يخفقُ
كان التَّواضعُ عندما فُتحت له___أبوابُ نصرٍ بالشَّهامةِ يَعبُقُ
أمنٌ وإيمانٌ يُحلِّقُ فوقهم___أعداءه بالأمس عفواً يُغدقُ
صلَّى عليه اللهُ في عليائه___كلُّ الخلائقِ بالصَّلاةِ سترزقُ
ضِعفاً من الصَّلواتِ والخير الَّذي___من نار آخرةٍ تُرى قد تعتِقُ؟!
صلواتُ ربي للحبيبِ وآله___عددُ الخلائق من قلوبٍ تعشقُ
الأ حد 2 ربيع أوَّل 1437ه
13 ديسمبر 2015 م
زكيَّة أبو شاويش__أُم إسلام

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق