ضياع
أوَّاهُ يا غُربةَ الأوطانِ ما فَتِئَت___جراحُ قلبيَ في نَزْفٍ تُحاكيني
هذي سنونٌ لداءِ القلبِ مِعوَلُهُ ___ همُّ الحرائرِ في الأوطانِ يُشقيني
نحمي بنيناً وقصفُ الرَّعد ليس كما___قذفُ الصَّاريخِ من أدنى لِيُرديني
يهتزُّ سقفٌ وسعفٌ من أحبَّتنا ___ والقلبُ من رجفنا كالأُمِّ يحميني
هذا العذابُ بأوطانٍ وقد هربت ___ روحي إلى عالمٍ قد يمتطي طيني
ها قد تركتُ بلاداً جارَ حارسُها___ والرُوحُ في حرقِها تُزجي عناويني
من كُلّ أرضٍ إلى أرضٍ مهاجرةٌ___ لا تستقرُّ وهذا الوجدُ يكويني
ماذا عليَّ إذا ما عدتُ من سفرٍ ___ إلى بلادي بلا شوقٍ ليشقيني
إنَّ الشَّقاءَ شقاءُ الرُّوحِ لا جسدٌ___ من كلِّ داءٍ يعاني ليس في الدِّينِ
أرى ضياعاً لكلِّ العمرِ مُغترباً ___ آمالُ جمعٍ لأشتاتٍ تُسَلِّيني
في كُلِّ قُطرٍ شتاتٌ قد برى ألماً___ يا للفؤادِ لحمل الهمِّ يُلقيني
دنيايَ ضاعت فما أبقت سوى أملاً___لعلَّ أحلاماً تصحو فتحيييني
فالإنتحارُ بيأسٍ فيهِ مصلحةٌ ___ لكلِّ أعدائنا .. يُرضي شياطيني
لا ليسَ غيرُ طريق الله يشفينا___ من سار فيهِ قويَّاً قد يجاريني
إنَّ الصَّلاةَ من المولى بها فرجٌ___ على الرَّسولِ ومن صلَى سيرضيني
صلُّوا عليهِ كما صلَّت ملائكةٌ ___ لا يأس من رحمةِ المولى ستبقيني
يا ربّ فاحفظ لنا عقلاً وثبتنا ___لا أرتضي عملاً للنَّارِ يُدنيني
الجمعة 10 ربيع أوَّل 1438 ه
9 ديسمبر 2016 م
زكيَة أبو شاويش _ أُم إسلام

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق